5/27/11

ازادي، أو كيف خسر اليسار السوري المعركة قبل أن يخوضها

كبداية، لابد أن نستشهد بالجملة الشهيرة-المكروهة: سورية ليست بمصر..

فعلاً بينما إستطاع اليسار المصري أن يكون له دور فاعل في المساهمه بحركة التحرر المصري من حكم مبارك، لا يزال 
اليسار السوري يعاني من مشكلة "تضخم الأنا" التي يرفض الإعتراف بوجودها أساساً

و بينما عملت فئة شابة سورية مثيرة للإعجاب على تنظيم حراك شعبي غير مسبوق

لا يزال اليسار السوري جالساً في مقهى الروضة في دمشق، يدخن سيجارته المنحنية من وضع الباكيت في الجيبة الخلفية، و يطالع الجرائد اللبنانية بحثاً عن مقال لكاتب معين يتفق الأصدقاء على مصداقيته، إذ أن البقية هم إما عملاء أو برجوازيين أو رجعيين، أو - و العياذ بالله - اسلاميين

و لايزال ذلك المثقف العظيم يصرح "من ورا منافسه" أن الثورة التي تبدأ في الجامع هي ثورة رجعية، و يستشد إذا إضطر بالمثقف و اليساري الأول ادونيس إذا كان و لا بد

و لا يزال أخونا بالله يرفض الجلوس على نفس الطاولة مع فلان و علتان من زملاء قهوة الروضة لأنهم "ليسوا مثقفين كفاية" أو محسوبين على ثقافة البلد التي تخرجوا منها
فالفرنكفوني لا يحب خريجي إنجلترا، و خريجو إنجلترا لا يعترفون بتعليم أي بلد أخر في العالم، و خريجو روسيا مستحاثات فكرية ولا يواكبون العصر و النظريات الثقافيه الحديثة.. أما زملاء أميركا فهم ليسو مثقفين أصلاً

و بينما يبحث الأخ عن أسباب وجودية أخرى تبرر الشرخ الميتافيزيقي بين الثورة الشعبية و فكر النضال

و بينما يتذكر ما حفظه مسبقاً عن أهمية وجوده بين صفوف المفكرين المحركين و ليس المتظاهرين

و بينما يرفض الجلوس مع صديقه لصياغة موقف مشترك يرسم الطريق للحرية، تلك الحرية التي طالما ما تغنى بها بقصائده التي كتبها خلسة بعد منتصف الليل أمام منفضة سجائر مليئة بأعقاب لا يزال عليها أثر النبيذ الذي كان يحتسيه معها

و بينما يصارع البارانويا التي تشكلت عنده من أي شخص أخر، أثر ثلاثون عاماً من الهروب من أجهزة المخابرات

صعد أهل بانياس و درعا و اللاذقية و حماه على سطوح منازلهم يكبرون لإله طالما نفى صاحبنا علاقته به

و مشي الشباب في الشارع يهتفون لله و سورية و الحريه، و تركوه هو و صور لنين و بيريه جيفارا يفكرون في يوتوبيا اليسار الجديد التي يؤمن بها الجميع لكن لا يريد أحد العمل للوصول لها

و قادت الثورات شيوخ و رجال دين و معتدلون، و بقي اليسار في قهوة الروضة يقرأ جريدته على لابتوب أميركي، باستخدام طريق متصفح مواقع إنجليزي

و خسر اليسار معركة إثبات الذات من قبل أن يخوضها

و أدرك ذلك المثقف كم كان جباناً.. و كم عمل جاهداً على تبرير جبنه بجدليات فارغة

و أثبت الشعب أنه فوق فكر سياسي مستورد أو فلسفة كونية خارجية

و على قولة زياد رحباني في مسرحية نزل السرور: "أنا معي ربور من الحكيــــم بيقول لا يعمل ثورة ... شو بدك ضر حالي يعني؟ كيف هالشغلة ؟"

فلتحيا الثورة السورية. و لتخلد الدماء التي سالت على الطريق إلى الحرية





* تم نشرها أيضا في مدونة الجمرة السورية http://aljamra.blogspot.com

5/24/11

ما حدا بيحكي بدال حدا


ملاحظة سريعة لكل يلي ما عاجبو الجو العام للمظاهرات والهتافات الدينيه، مشان هيك ما عم يتظاهر لانو هلحركه الشعبيه ما بتمثلو 
إذا كنت مقتنع بإنو الوضع زفت و الموضوع بدو مظاهرة، بس الهتافات  ما كانت مفصله على مزاجك،
 نزيل مع هالشباب و علي صوتك بيلي بدك تقول .. خلي صوتك ينسمع مشان تصير المظاهرة بتمثلك متل ما بتمثلهن

لأنو لما نحط رجلنا بضهر أبو البيش و مشتقاته و نبني سورية الجديده، إذا اجيت و قررت إنو ما عجبك الاتجاه العام الجديد.. الجواب لح يكون وقتها: ليش وين كنت بهديك الايام؟ ليش ما سمعنا صوتك؟ 
وقتها، جواب متل تبع الشاعر ادونيس يلي قرر إنو مابيشارك بمظاهرة بتطلع من جامع
لح يكون إلو رد وحيد:
إيه لطيزي....



* تم نشرها أيضا في مدونة الجمرة السورية http://aljamra.blogspot.com


5/23/11

من جلجامش إلى الإمارة الاسلاميه

النا من أول ما بلشت الثورة و نحنا عم نسمع عن الامارات الاسلاميه يلي عم تطلع بسورية أسرع من البرسيم
يعني مدري كيف... بيروح الجيش على حمص أول شي ، بعد كم يوم مندرا إنو طلع عندن إمارة اسلاميه..
بيروح على درعا.. بعدين قناة الدنيا الجهبذه بتتذكر إنو نسيوا يخبرونا عن السلفيين يلي إكتشفوهم هنيك.. و هلم جر....

بس حلاوة الامارات الاسلاميه هالايام إنو بتطلع علهسي.. يعني عالساكت.. لا وبسايت ، لا تصريح أو توضيح عليوتيوب.. لك ولا حتى أسماء من تبع "أبو عتاقة بن حفلمظ الشمعري" .. يعني إمارة اسلاميه أنونيموس... المهم الفكرة..

طيب... خدوني على قد عقلي شوي..

هلأ كلنا متفقين إنو في الثورة و في المعارضة.. مو بالضرورة نفس الشي بس يعني يمكن في تقاطعات هون و هنيك، فإذاً عنا الإحتمالات التاليه:

فرضيه أ :
فإذا قلنا إنو الثورة يلي عم نشوفها و نسمع عنها كل يوم هيه اسلاميه سلفيه اصوليه وهابيه إلخ .. متل ما حبيبنا خالد عبود و جماعته عم يسموها... إذاً ما لح تشوف عالم يساريين عم يدافعوا عنها.. و بما انو المعارضة المعروفه بسورية أغلبها يساري 
فإذاً كل مقابلات برهان غليون وعارف دليلة و ميشيل كيلو و حسن عبد العظيم مزورة.. أو إنو عميد كلية الإقتصاد سابقاً بدمشق و أستاذ بالسوربون جدبان و ما انتبهوا إنو عم يدافعوا عن ثورة لح تهدر دمهن بعد ما تنجح...
إذاً فرضيه أ شكلها فاقسه....

فرضيه ب:
إذا كانت  المعارضة السورية يلي أكتر من  نصا كاين محبوس بلعشر سنين الماضيين قدرت باستخدام التواصل بإشارات مورس عبر القرع على جدران سجن صيدنايا إنو تحرك كل هلمظاهرات بس قررت إنو تكون أخلاقها عاليه و تتواضع و ما تقول نحنا يلي ساوينا الثورة، فإذاً نظرية الإمارات الاسلاميه شوي صارت فضائيه إذا كانت من تخطيط المعارضة اليساريه .. شنو ما عم اقدر اتخيل أبو عتاقة بن حفلمظ الشمعري مجتمع و عم يخطط مع سهير أتاسي
إذاً فرضيه ب شكلها فاقسه....

فرضيه ج :
طلع عنجد في مندسين بين صفوف الثوار .. و أنا أكيد إنو خالد العبود عم يرقص طرباً على هلنظريه.. 
و كان مع هل ثوار يلي بدون كرامتون و حقوقهم الطبيعيه في كم واحد أبو ذقن بدن يستغلوا الفرصة مشان إقامة إمارة اسلاميه
طيب، كان هل الاف من المتظاهرين يلي عم يقولوا "سلميه سلميه" و "الشعب السوري واحد" بأعلى صوتن لح يقبلوا تكون بينون عالم عم تدعي لايديولوجية قمعيه من نوع تاني، و يكون بدها إبادة كل الأقليات و ألإتجاهات الفكريه المخالفه؟ 
ولا كانوا هدول المندسين علمندسين لح يستحوا يحملوا شعارات دينيه، بس بالصدفه ما طلعت على ولا فيديو ولا حدا سمع عنها ولا بعمرا انعرضت عالفضائيات؟
إذاً فرضيه ج، برأي الشخصي، شكلها فاقسه....

طيب.. ليش لكن مالنا مستعدين نصدق إنو شعب في مليون طائفه و ستين مذهب سياسي و خمسميت قوميه و تلاتميت عرق مالون قدرنين يطالبوا بحل بالوسط : ديمقراطي تعددي جمهوري بحقق رغبات الكل
يعني يا للأبد يا بشار الأسد يا بالروح بالدم نفديك يا  أبو عتاقة بن حفلمظ الشمعري ؟
شو مفكرينا لهلدرجه شاطه ريالتنا؟




* تم نشرها أيضا في مدونة المندسة http://www.the-syrian.com
* تم نشرها أيضا في مدونة الجمرة السورية http://aljamra.blogspot.com


5/17/11

Syria - a middle class blues song (Part 2)

ok, so we established that Damascus and Aleppo did not move yet cos the middle class (majority of the people of the two capitals) has been paralyzed by decades of systematic starvation (morally and economically)..
This starvation resulted with a scared powerless (once highly-educated) social platform that would do anything to maintain its status as a well-deserving self-appointed elite that finally got their financial and social status back when Assad jr. came to power.

Next big thing on the list of reasons for the silence of Damascus and Aleppo is Neo-Nationalism (a term I invented.. don't look it up :-)

everyone who lived in Syria know that the Assad Jr regime played on the whole "resistance" sentiment by supporting Hizbullah in his fight against Israel.
Hizbullah wan back some parts of the occupied Lebanese south, Syria moved political pressure from its south border to Lebanon's south border by letting someone else do the fighting for us.. everyone's a winner.
they portrayed themselves as heroes for being an "active component in the victory against Israel" without a single bullet fired from the Golan borders.

Thus, political victory is made without the military instability.. Cute plan.

Now, middle class in Damascus (can't speak for Aleppo, but I assume it was the same), reached out to their intellectual base and decided that:

  •  it's cool to be patriotic and support a regime that actually stood in the face of Israel (our ideologically sworn long lasting enemy).. 
  • and it's cool that a young president did this, while maintaining a stable country (again, stable economy = more money = more things to buy = happy middle class) .. and of course, it's a middle class ideological orgasm to say that "we support youth"..
  • and it's cool that when George (Moron!) Bush invaded iraq, we (Syria) didn't kiss his ass and support him, and still maintained stability (yep.. economy again) regardless of the political sanctions imposed by the US... 


and when in need of a reminder about the loss of stability, look to the other side of the border in Iraq and see the horrors, or to Lebanon, and observe the secular mess.

now, in the process, the great middle class forgot a few facts:

  1. When Hariri said NO to the Syrian regime, he was assassinated, most probably by plans from Maher Assad himself
  2. While we said no to the 3rd Gulf war, we did say yes to the first gulf war (remember, Hafez Assad and Saddam weren't such great friends).. 
  3. Hizbulla's support was nothing but an exchange deal made with Iran since the cold war power poles have been re-shuffled.. we need a powerful ally after all
  4. Syria was (reportedly) helping in passing arms to the Iraqi militias to maintain the civil war there. it played to their advantage internally and externally after all
  5. the stable economy was nothing but privitazing the country, with the chairman and CEO being Assad's cousin: Makhlouf.. and that people in Syria were paying more for telecom and accessories than anyone else in the world.. and public service salaries remained under $300 when a monthly cellular bill was almost $140
  6.  When the people have spoken in 2000, 2002, 2006 asking for democracy, travel bans and random detentions happened almost everyday.. 

next, there is the starbucks phenomena... but that's another post

5/16/11

Syria - a middle class blues song (Part 1)

many tweeps, journalists, analysts and activists had the same questions on their mind since the beginning of the demonstration.. where on earth is Damascus and Aleppo in the amidst of all this?

here's my humble view on the issue, being a descendant of a middle class family from Damascus:

1- Damascus ad Aleppo are the hubs for merchants and middle class, public service, clerks and workers.. we will get to each one of them separately

2- The historical significance of soul crushing:
the 80's in Syria have been nothing but a long nightmare for anyone who can remember it.

  •  The almost impossible access to food, toilet paper, bread, and notebooks... 
  •  The random detention and street terror by the militias of Rifaat Assad in the streets 
  •  The whole Muslim Brotherhood story, people were torn between sympathy and anger for the 30,000 people who died in the Assad ethnic cleansing (a.k.a. revenge from the MB), and the fear from the MB's revenge from the regime by targeting leftist intellectuals and blowing up buses and bus stations.
  • The civil war in Lebanon, which has been largely orchestrated by the Assad political machine
These days brought the country to a financial and economical disaster, making the intellectual and educated middle class go out of their ways to feed their families or provide the necessary.. some had to sell out, others just developed heart conditions

then, big Assad was gone, and the small Assad comes in. and people genuinely believed that the young western-educated doctor would make things right.. 

Young Assad played his cards right.. he opened the economy (a.k.a gave the country's economy to his cousin Rami Makhlouf to control).. gave the middle class the opportunity to get the money and wealth they were once denied from, and suddenly they were living comfortably again

also, he acknowledged the level of education of those old university graduates (most of those were Europe graduates, no Soviet Union envoys were sent back then).. this brought back some of the confidence they missed having in the 80's

of course, this blinded them (intentionally or otherwise) from the real political and economical agenda that made Syria a family-run hore-house. They accepted this blindfold in exchange for very expensive cars and fancy western food chains and coffee shops

it scares the living hell out of anyone from the middle class to even think of going back to the 80's and working hard to put food on the table again (and not being able to).. it scares them to death to think that the MB could come back, and potentially shake their life security.. and it scares them to death to go to jail again.. cos being jailed when you have nothing is not as bad as being jailed and being denied access to your favourite TV show

it is the security and life steadiness that they were happy to get back after two decades of humiliation.. they sold out in exchange for getting more things (flat screen TVs, cars, DVDs, etc...) and those who have things don't revolt.. you only revolt if you have nothing to lose

3- New-Nationalism... but that's another story that I will leave to part 2 of this post

The revolution is alive

I almost forgot about this blog. it's funny to come back weeks later to see what you were writing and realize how much of an idiot you were for doubting the spirit of the great people of Syria. I should stop being so emotional.

so here we are now, 60 days since the revolution began.. 800 human casualties, 11000 detainee, and thousands of injured.. and a lot closer to what seems to be the bright light at the end of the tunnel..

I was right in doubting the left opposition though.. I was right and wrong at the same time...
Right: cos the demonstrations didn't come as a result of a call from Syrian opposition parties, and now, I am really thankful that the didn't.. cos that made the street movement a 100% popular revolution, no accusations of "western backing" (of course the Syrian official media says otherwise.. but who cares for them)...

and Wrong: cos when the time came and spokesperson were needed, the stood up to the occasion, and lent their well educated, elequent and respectable voices to support their people..

so Thank you Dr. Aref Dalila, Dr. Burhan Ghalioun, Dr. Samir Ayta, Hitham Maleh, Suheir Atasi, Dana Jawabra, Najati Tayara, Michel Kilo, Riyad Seif, Tuhama Maarouf, Louai Hussein, Riyad Al turk, and all of you who answered the media call and gave a voice to the amazing Syrian popular movement

and, Thank you my great people, the Syrian people.. you made me very proud to be Syrian again.. and brought hope in a better future

I leave with this video I made a few weeks ago.. the brave beginning of the revolution..